قبل أن نتعرض للتنوع البيولوجي لا بد من قراءة بعض التعريفات
البيئة
هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان، وهو يتمثل في الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان، وكل ما يحيط به من هواء أو ماء أو تربة وما يحتويه من مواد صلبة أو سائلة أو غازية.
وكذلك كافة المنشآت الثابتة والمتحركة التي يقيمها الإنسان، والعلاقات المتبادلة بينهما.
التنوع الحيوي (التنوع البيولوجي Biodiversity)
هو عبارة عن تباين الكائنات العضوية الحية المستمدة من كافة المصادر بما فيها النظم البيئية (الايكولوجية) الأرضية والبحرية والأحياء المائية والمركبات الأيكولوجية التي تعد جزءاً منها. وذلك يتضمن التنوع داخل الانواع وبين الأنواع والنظم البيئية (الايكولوجية).
وهو أحد الموارد الطبيعية الضرورية لوجود الإنسان والتنمية الدائمة.
النظام البيئي (Ecosystem):
يعرف النظام البيئي الطبيعي بأنه مجتمع من الكائنات الحية المختلفة من نباتات وحيوانات تعيش وتتفاعل مع بعضها في مكان معين مثل: الغابة، البحيرة، الصحراء.
أما النظام البيئي فهو وحدة طبيعية تضم كائنات حية وكائنات غير حية وظروفاً وعوامل فيزيائية. ويتم تمالك عناصر هذا النظام بواسطة علاقات تآلف أو تنافس أو عادات تنشأ بين مجموعات الكائنات الحية نفسها وبين هذه المجموعات والمكونات غير الحية والعوامل الفيزيائية السائدة داخل الوحدة الطبيعية أو في المكان الذي تحتله فالبحيرة تشكل وفق هذا التعريف نظاما بيئياً والصحراء والغابة والبحر وغيرها تشكل كلها نظماً بيئية.
مكونات النظام البيئي
يضم النظام البيئي مكونات غير حية ومكونات حية توفر الظروف والعوامل الطبيعية أسباب الاتصال والارتباط فيما هذه المكونات غير الحية تقسم إلى وسط مائي وغازي وصلب من مواد عضوية وغير عضوية منتشرة في الطبيعة.
المكونات الحية وتشمل الإنسان والنبات والحيوانات والأحياء الدقيقة الحية التي تتمتع بمظاهر الحياة من تغذية وتنفس وحركة وغيرها
الموارد الحيوية (البيولوجية):
تتضمن الموارد الجينية أو الكائنات أو أجزاء منها أو أية عناصر حيوانية أو نباتية أخرى للنظم الايكولوجية تكون ذات قيمة فعلية أو محتملة للبشرية.
التكنولوجيات الحيوية:
تعني أية تطبيقات تكنولوجية تستخدم النظم البيولوجية أو الكائنات الحية أو مشتقاتها، لمنع أو تغيير المنتجات أو العمليات من أجل استخدامات معينة.
أهمية التنوع الأحيائي
إن أهمية التنوع الحيوي مثل النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة تعتبر بأهمية الحياة نفسها، بل ظلت تعتبر أساس الحضارة البشرية، وبشكل المورد الطبيعي للتنمية والرفاه البشري ومصدر غذائه الرئيس.
والمحافظة على الموارد الطبيعية الحي والعناصر البيئية غير الحية التي تعتمد عليها حاسمة للتنمية وتستقطب حماية الموارد البرية الحية اليوم اهتمام الدول والحكومات، وقد نظمت مساحة 4% من الكرة الأرضية خصيصاً للمحافظة على السلالات والأنظمة البيئية.
• إن جينات الأرض وأنواعها ونظمها الأيكولوجية هي نتاج مئات الملايين من سنوات التطور، وبفضلها تمكنت أنواع من الازدهار استنبطت كل المحاصيل الغذائية الرئيسية الحالية من أنواع برية. ويعتبر وجود التنوع الجيني على هيئة مشتقات وأصول برية للمحاصيل المحلية، مصدر التحسين المستمر في غلة المحاصيل ومقاومة الأمراض، أو التغير المجهد في الأوضاع البيئية. تعتمد العديد من الصناعات على النباتات والحيوانات من أجل الحصول على حمض التنيك والراتنجيات والأصبغة والزيوت والمواد الخام الأخرى.
• كثير من الأدوية الحديثة والقديمة من أنواع برية من الفطر والبكتيريا والنباتات والحيوانات الراقية.
• يتم تلقيح العديد من المحاصيل عن طريق أحداث تجري طبيعياً.
• تساعد الأنواع البرية ي منع انتشار لاآفات الزراعية، وبما أن الأنواع الإحيائية المعروفة جيداً لا تشكل سوى جزء صغير من مجمل هذه الأنواع (لربما أقل من خمسة بالمائة) فإن تنوع الموارد الحيوية يعد باكتشافات عديدة لمنتجات مفيدة لم يتم تحديدها بعد.
• تعتبر مصادر التنوع البيولوجي من نبات وحيوان من محميات ومتنزهات نماطق استجمام ومتعة جمالية للعديد من الشعب، وهي راسخة في عادات وتقاليد هذه الشعوب وتكون ملهماً للأعمال الفنية والإلهام الشعري.
• يعتبر التنوع الجيني (التنوع الوراثي) داخل كل نوع أساس تطوير مقامته لمرض من الأمراض أو تغير في المناخ. وفقد أن التنوع الحيوي قد يؤدي إلى انقراض ذلك النوع.
• التنوع الحيوي يتيح الاستقرار للأنظمة الحيوية (الايكولوجية) فإذا قام أحد الملوثات بتدمير أو طرد بعض الأنواع من أحد مستويات السلسلة الغذائية فن الأنواع الأخرى التي هي أكثر مقاومة قد تبقى وتتكاثر بأعداد أكثر من ي قبل، وبذلك تهب الكائنات الحية الأخرى حياة تعتمد عليها في بقائها.
• الحفاظ على التنوع الحيوي يعتبر شكلاً من أشكال عملية إدارة الموارد التي يتمثل هدفها الأساسي في الحفاظ على قدرة الموارد الحيوية في العالم على الوفاء باحتياجات ومطامح الأجيال القادمة، وهذا يعتبر من المبادىء الأساسية للتنمية القابلة للاستمرار.
• والتنوع الحيوي من نبات وحيوان تؤدي خدمات بيئية هامة للمجتمع لقاء تكلفة بسيطة أو دون تكلفة.
• تشكل في حالات كثيرة مصدر رزق ضروري للشعوب الأصلية.
• تشكل السوائل والمصادر الأساسية للأنواع الأصلية للنباتات والحيوانات، وبذا تسهم في الحفاظ على بقاء الحيوانات.
• تساهم الأنواع البرية والتباين الجيني (الوراثي) داخلها بشكل جوهري في تطور الزراعة والطب والصناعة.
• تشكل أنواعاً كثيرة الأساس لتوفير الأغذية والأعلاف والوقود والألياف.
• يشكل التنوع الحيوي للأنواع وسطاً للنباتات البرية المدجنة ومنتجات الأسماك والحيوانات التي تستخدم في الطب ومواد التجميل والمنتجات الصناعية والوقود ومواد البناء والغذاء والأصباغ والزيوت النباتية والمبيدات الحشرية والشموع.
• يلعب تنوع الأنواع دوراً حيوياً في تفعيل النظام الحيوي.
• بذور الأنواع الحيوية تعتبر مصدراً للغذاء، والألياف والأخشاب والأدوية الطبيعية والنشا والمنظفات والزيوت ومأكولات أخرى.
• يعمل التنوع الحيوي على دعم الأنظمة الإحيائية على مستوى الكرة الأرضية من خلال تجديد الأوكسجين في القضاء وتلعب دوراً رئيسياً في الدورة البيوكيميائية.
• تحفظ التربة وأحواض المياه.
• تعتمد الأصول الوراثية التي يرجع إليها مزارعو المحاصيل باستمرار لتحسين أنواع محاصيلهم الزراعية وتحسين الأصول للأنواع.
• يتزايد اعتماد مزارعي الحبوب في الدول المتقدمة على المواد الوراثية في الأصول البرية وحققت زيادة أكثر من 1% مما يعني أكثر من مليار دولار.
• تسجل الدول الصناعية فوائد مالية من السلالات البرية.
• المحافظة على السلالات لا تبررها فقط جوانب اقتصادية فهناك اعتبارات جمالية واثنية وثقافية وعلمية تبرر هذه المحافظة إلى حد بعيد.
• تساهم السلالات البرية في الطب: فنصف الوصفات الطبية الموصوفة يعتمد على السلالات البرية، وتصل القيمة التجارية لهذه الأدوية والعقاقير في الولايات المتحدة حالياً إلى (14) مليار دولار سنوياً تقريباً. على نطاق العالم إذا أضيفت المواد التي لا تحتاج إلى وصفات طبية والمواد الصيدلانية، فإن القيمة التجارية التقديرية هي (40) مليار سنوياً.
• نشطت مؤخراً صناعة الهندسة الوراثية الذي يشتق العالم عن طريقه أنواعاً جديدة من أشكال الحياة اعتماداً على تطوير في الجينات الوراثية لإنتاج أنواع أخرى ذات قيمة اقتصادية أكبر وذات فائدة أكبر.
• يتنبأ العلماء أن ثورة لهندسة الوراثية ستتيح مجالات لجني محاصيل من الصحراء ومياه البحار والبيئات الأخرى التي لا تصلح للزراعة. كما يتنبأ الباحثون في الطب بأن ثورة الجينات الوراثية ستحدث تطورات ومستجدات خلال العقدين القادمين أكثر مما حدث طوال السنوات المائتين السابقة.
تملك البلدان الصناعية القدرة العلمية والصناعية لتحويل المواد البرية للاستخدام الطبي والصناعي. كما أنها تتاجر أيضاً في نسبة أكبر من إنتاجها الزراعي عن البلدان النامية.
كثير من البلدان لا تتوفر لديها إمكانات كافية لتنظيم الموارد الحية مع أنها تمتلك أغنى السلالات؟
فالمنطقة الاستوائية مثلاً تحتوي على ثلثي جميع السلالات في العالم على الأقل، ونصيباً أكبر من السلالات المهددة بالانقراض هي نفسها منطقة بلدان العالم الثالثة، وتعتبر بلدان نامية كثيرة بالحاجة إلى تأمين السلالات المهددة بالانقراض. ولكنها تفتقر إلى المهارات العلمية والقدرات المؤسسية والأموال اللازمة للمحافظة على هذه السلالات.
ينبغي من الدول الصناعية التي تسعى إلى نهب بعض الفوائد الاقتصادية للموارد الوراثية أن تدعم جهود دول العالم الثالث للمحافظة على السلالات لتحقيق الفوائد الاقتصادية للموارد.
ضرورة التعاون الدولي في حفظ السلالات لأغراض الإنتاج العلمي:
• توفر السلالات والموارد المشتقة منها أياً كانت أصولها فوائد لا شك فيها لكافة البشرية والخلايا الوراثية البرية الواردة من المكسيك وأمريكا الوسطى تخدم احتياجات مزارعي الذرة ومستهلكيها في جميع أنحاء العالم.
• تقع الدول الرئيسية لزراعة الكاكاو في غرب أفريقيا بينما توجد الخلايا والوراثية التي تعتمد عليها مزارع الكاكاو لمواصلة إنتاجها في غابات قرب الأمازون.
• يعتمد مزارعو البن لجودة المحاصيل كثيراً على استيرادات الخلايا الوراثية الجديدة المشتقة من أصول برية للبن تقع أساساً في أثيوبيا.
• البرازيل التي تمد مزارع المطاط في جنوب شرق آسيا بيروبلازم الخلايا الوراثية تعتمد هي نفسها للحصول على احتياجاتها من بروتوبلازم الخلايا الوراثية لدعم محاصيل قصب السكر وفول الصويا وغرها من المحاصيل الرئيسية فيها على بلدان مختلفة.
• إذا لم تحصل دول أوروبا وأمريكا الشمالية على احتياجاتها من بروتوبلازما الخلايا الحيوية عاماً بعد عام من المصادر الأجنبية سيتدهور إنتاجها الزراعي بسرعة.
• سينظر قريباً الى ثروة الكرة الأرضية من السلالات والأنظمة البيئية كأرصدة لا بد من المحافظة عليها وإدارتها لمصلحة كل البشر وسيصبح بالضرورة تحدي المحافظة على السلالات إلى جدول أعمال السياسة الدولية.
• كما تقلصت القاعدة الوراثية من النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة تفقد بعض المواد الوراثية بشكل يتعذر استرجاعه بمعدل يؤدي إلى أن يفقد العالم خمس أو عشر الأنواع التي يتراوح عددها بين خمسة إلى عشر ملايين نهاية العقد الحالي.
بعض المنافع الاجتماعية / الاقتصادية للتنوع الحيوي:
• يعزي حوالي 4.5% من الناتج القومي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية (حوالي 87 مليون دولار في السنة) إلى حصاد الأنواع البرية.
• في آسيا أدت التحسينات الجينية بحلول منتصف السبعينات إلى زيادة إنتاج القمح بمقدار 2 مليار دولار وزيادة إنتاج الأرز بمقدار 1.5 مليار دولار سنوياً عن طريق إدخال التقزيم في كلا المحصولين.
• استخدام نبات قمح بري "عديم الفائدة" من تركيا لتزويد أصناف قمح تجارية قيمتها 50 مليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها لمقاومة الأمراض.
• يستفاد الآن من جين واحد من أصناف الشعير الأثيوبي في حماية محصول كاليفورنيا السنوي من الشعير وقيمته 160 مليون دولار من فيوروس قزم أصفر.
• يوجد في المكسيك شبيه بري قديم للذرة يمكن تهجينه مع أصناف حديثة من الذرة بما يحتمل أن يحقق وفورات عالمية للمزارعين تقدر بـ4.4 مليار دولار سنوياً.
• تبلغ قيمة الأدوية المستخلصة من منتجات برية (40 مليار دولار) سنويا على مستوى العالم.
• في عام 1960 وجد طفل مصاب باللوكيميا لا تتجاوز فرصته في البقاء 1-5 والآن توجد لدى هذا الطفل فرصة بقاء مقداره 4-5 نتيجة للعلاج بأدوية تحتوي على مواد فعالة اكتشفت في نبات الونكة الوردية وهي نبات ينمو في الغابات الاستوائية أصله من مدغشقر.
واقع التنوع الحيوي في العالم (Biodiversity)
إن جينات الأرض وأنواعها ونظمها البيئية هي نتاج مئات الملايين من سنوات التطور وبفضلها تمكنت أنواع من الازدهار ولكن الدلائل المتوفرة تشير إلى أن الأنشطة البشرية تؤدي إلى خسارة في التنوع الإحيائي على كوكب الأرض.
ومع الزيادة المتوقعة لسكان العالم وتزايد النشاطات الاقتصادية فإن احتمال زيادة معدل خسارة التنوع الإحيائي وتعدد الموارد المتجددة مثل النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة الحسية، أساس الحضارة البشرية.
لا يعرف أحد عدد الأنواع الموجودة على الأرض حتى إلى أقرب درجة من التقدير وذلك لأن التقديرات تتراوح بين (5 و80 مليون) نوع أو أكثر ولكن الرقم الأكثر احتمالاً هو في حدود 30 مليون نوع ولا يوجد وصف موجز إلا لقرابة 1.4 ملين فقط من هذه الأنواع ومن هذه الأرقام
75000 حشرة
41000 من الفقاريات
250000 نباتات
ويتكون الباقي من مجموعة مركبة من اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.
وطوال التاريخ البشري كان الإنسان يزرع أو يجمع ما مجموعه 7000 نوع من النباتات من أجل الغذاء من هذا العد، يزودنا عشرين نوعاً في الوقت الحاضر لـ90% من أغذية العالم وتزودنا 3 منها فقط (القمح، الذرة، الأرز) بأكثر من نصف أغذيته. وعلى غرار الموارد الطبيعية الأخرى فإن توزيع الموارد الطبيعية الأخرى في العالم ليس متماثلاً، فحشرت المياه العذبة تكون أكثر وفرة في المناطق الاستوائية. الأنواع الثديية لدى أعلى ثراء في المناطق الاستوائية فمثلاً تم التعرف في منطقة واحدة مساحتها قرابة 15 هكتار من الغابات ا لمطيرة في بورونيا على 700 نوع من الأشجار أي العدد نفسه الموجود في أمريكا الشمالية كلها.
وكذلك تشبه الأنماط العالمية بتنوع الأنواع في البيئة البحرية مثيلاتها على الأرض حيث يزداد عدد الأنواع الغلالية من 103 أنواع في المنطقتين القطبيتين إلى 629 نوعاً في المناطق الاستوائية.
ليست الغابات الاستوائية فقط هي النظم الأيكولوجية الوحيدة في العالم فمناطق مناخ البحر المتوسط توجد فيها أيضاً حياة شديدة الثراء ذات مستويات عالية من التوطن.
خسارة الأنواع
على مدى تاريخ الأرض ظلت أنواع النباتات والحيوانات خاضعة لعمليات تطوير مختلفة، فقد انقرضت أنواع كثيرة خلال الفترات الجيولوجية المختلفة والتي تمتد إلى ملايين السنين والحقيقة أن 99% من الأنواع التي وجدت يوماً ما هي أيلان أنواع منقرضة.
وفي التاريخ المعاصر كان للبشر تأثير متزايد على انقراض الأنواع.
لا يمكن إجراء تقدير دقيق لعدد الأنواع التي فقدت أو يجري فقده في السوائل الرئيسية.
ويقدر معظم الخبراء إلى أن ربع مجموع التنوع الحيوي على الأرض ربما يكون معرضاً لخطر انقراض جدي خلال العوام العشرين أو الثلاثين القادمة.
فيما بين عامي 1990 و2020 يمكن انقراض الأنواع التي قطعت غاباتها بنسبة 5 و15% من الأنواع في العالم. ويصل ذلك إلى خسارة محتملة تتراوح بين (15000-50000 نوع في السنة) أي بين (40-140 نوع في اليوم).
تشير البيانات أنه منذ عام 1600 انقرض (724 نوعاً).
وفي الوقت الحالي يوجد (3956) نوعاً مهدداً بالانقراض، وكذلك (3697) معرضاً للخطر، و(7240 نوعاً) نادراً.
وتاريخياً كان الانقراض يهدد أساساً النظم الأيكولوجية المعزولة مثل الأنواع الموجودة في مناطق المياه العذبة والجزر حالياً تعتبر (66%) من الفقاريات المعرضة للخطر هي فقاريات قارية، لذا يشهد العالم حالياً خسارة في التنوع البيولوجي بمعدل مثير للذعر وهذه الخسارة غير قابلة للتعويض.
يعتقد بعض العلماء أن نسبة تتراوح بين 15%-20% مما يقدر بما بين 10 ملايين و30 مليون نوع من أنواع النباتات والحيوانات التي كانت قائمة عام 1980 قد تتعرض للانقراض خلال هذا العقد إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
ويقدر العلماء أن معدلات الانقراض أكبر حاليا بما يتراوح بين (1000-10000) مثل المعدلات التي سادت في ملايين السنوات التي سبقت ظهور تدخل البشر كقوة ذات أهمية.
أسباب خسارة الأنواع:
لقد تم تحديد أربعة أسباب رئيسية لخسارة الأنواع:
• خسارة الموئل أو تعديلها.
فالقاعدة العامة تقول أن خفض حجم موئل بمقدار 90% يؤدي إلى خفض عدد الأنواع فيه التي يمكن دعمها في المدى الطويل بنسبة 50%.
• الاستغلال المفرط
فقد كان الصيد التجاري بمثابة تهديد لكثير من الأنواع البحرية كما أن الاستغلال المفرط كان السبب في انقراض بعض الحيوانات البرية، واليوم تتعرض للتهديد الأنواع المعروفة جيداً مثل الفيل الأفريقي، وكذلك قطع الغابات وتدمير المراعي وإجهاد التربة والموارد المائية وتجفيف المستنقعات للأغراض الزراعية وتخريب البراري.
• التلوث
سبب رئيسي للخسارة المتزايدة في الأنواع، فقد أثرت المبيدات الحشرية في أنواع كثيرة من الطيور وغيرها من الكائنات الحية. كما أن تلوث الهواء والماء يشكل ضغطاً عل النظم البيئية محدثاً خللاً في النظام البيئي ويقلل من مجتمعات الأنواع الحساسة. فقد ارتبط مثلاً تلوث الهواء والأمطار الحمضية بموت الغابات في أوروبا وأمريكا الشمالية، وأسفرت الأمطار الحامضية عن خسارة عد كبير من أنواع الأسماك في بحيرات أوروبا الشمالية.
• الأنواع الدخيلة
إن إدخال أنواع دخيلة على الأنواع الأصيلة يهدد الحياة النباتية والحيوانية الطبيعية عن طريق الافتراس أو المنافسة أو عن طريق تغيير الموئل الطبيعي.
خسارة الجينات:
يتكون النوع من جينات كثيرة ويشير التنوع الجيني (تنوع الأصول الوراثية) إلى تغاير الجينات (الأصول الوراثية) داخل النوع، كما يجري التغيير مثلاً بوجود آلاف الأصناف من الأرز في آسيا. وتتناقص حالياً إمكانية التغاير الجيني في أنواع كثيرة، ومنه ثم تقل قدرتها على التكييف نتيجة التلوث والتغير المناخي والأمراض وغيرها من أشكال الأضرار بالبيئة.
وليست المجموعات الجينية المتبقية من المحاصيل مثل الذرة والأرز سوى مجرد جزء من التنوع الجيني الذي كانت تشتمل عليه منذ بضعة عقود فقط.
ويقدر كثيرو ن من خبراء الزراعة أن خسارة التنوع الجيني فيما بين النباتات والحيوانات المحلية تبدو كتهديد كبير لرفاه البشر أكثر من كونها خسارة للأنواع البرية، ولكن لأن التنوع هو الذي يمكن المحاصيل من التكييف مع التغير البيئي في المستقبل.
آثار خسارة التنوع الحيوي:
تساهم الأنواع البرية والتغاير الجيني داخلها مساهمات جوهرية في تطور الزراعة والصناعة والطب، وتشكل أنواع كثيرة الأساس لرفاهية المجتمع في مناطق الأرياف، من خلال توفير الأغذية والأعلاف والوقود والألياف والزيوت النباتية وغيرها.
وربما كان الأمر الأكثر أهمية أن أنواعاً كثيرة كانت عاملاً أساسياً في استقرار المناخ وحماية مجتمعات المياه والتربة وفي حماية المشاتل ومناطق الإكثار، ومن العسير تحديد مجموع القيمة الاقتصادية بشكل كامل للسلع والخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي.
وستكون خسارة التنوع الحيوي مانعاً لجميع هذه المنافع الاجتماعية والاقتصادية وستحد من قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها.
إن خسارة التنوع الحيوي سوف تعيق الأساس الجيني (الوراثي) اللازم لمواصلة تحسين وصيانة الأنواع التي يستفاد منها حالياً، وسوف تحرمنا من الاستفادة المحتملة من التطورات في مجال التكنولوجيا البيولوجية.
الإجراءات الدولية
نتيجة لتزايد شدة التهديدات التي يتعرض لها التنوع الحيوي على المستوى العالمي بادرت المنظمات الدولية باتخاذ بعض الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه التهديدات مثل:
المعهد العالمي للموارد، الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وصون الموارد، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والصندوق العالمي للحياة البرية، والبنك الدولي، وغيرها من المؤسسات الدولية والحكومية.
باشرت بوضع استراتيجية عالمية تتناول جميع جوانب التنوع الحيوي ولمواجهة التهديد بخسارة التنوع الجيني تم إنشاء المجلس الدولي للموارد الجينية النباتية عام 1974 الذي دعم الجهود الوطنية والدولية لحفظ الموارد المحصولية الجينية.
وساعد على إنشاء بنوك للأصول الوراثية للمحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والذرة عن طريق المساعدة التقنية والتمويل اللازم لإنشاء بنوك البذور على المستويات الوطنية والدولية.
• وتؤكد الاستراتيجية الدولية (إستراتيجية العناية بالأرض) أن التنوع الحيوي ينبغي حفظه باعتباره مسألة مبدأ ومسألة بقاء ومسألة منفعة اقتصادية.
• أما الإستراتيجية العالمية لصون الطبيعة عام 1980 فقد ركزت على ثلاثة أهداف عالمية لحفظ الموارد الحية وهي:
أ- المحافظة على العمليات الأيكولوجية الجوهرية ونظم دعم الحياة.
ب- صيانة التنوع الجيني.
ت- ضمان الاستخدام المستدام للأنواع والنظم البيئية.
وكانت هذه الاستراتيجية أساساً للإستراتيجيات الوطنية.
وباعتبار الموارد البيولوجية للأرض أصولاً ينبغي حفظها وإدارتها لصالح البشرية جمعاء ظهرت الحاجة إلى جهد عالم تستطيع به البلدان المتقدمة والنامية التعاون في ميدان حفظ التنوع الحيوي باعتباره عنصراً أساسياً من عناصر التنمية المستدامة والسليمة بيئياً.
فقد تم في مؤتمر (قمة الأرض حول البيئة والتنمية) الذي عقد في البرازيل عام 1992 إقرار اتفاقية دولية للتنوع الحيوي.
أهداف اتفاقية التنوع الحيوي
1- صيانة التنوع الحيوي.
2- استخدام عناصر التنوع الحيوي على نحو مستدام.
3- التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية.
4- الحصول على الموارد الجينية بطريقة ملائمة.
5- نقل التكنولوجيا الحيوية (التقنيات الحيوية) لحفظ التنوع الحيوي.
6- الحق السيادي لكل دولة على مواردها الحيوية.
7- التعاون التقني والمالي مع البلدان النامية لتتمكن من حفظ مواردها.
التنوع الحيوي في الأردن
الحياة البرية في الأردن
تتميز طبيعة الأردن بأنها متعددة البيئات وهي غنية بالأنواع النباتية والحيوانية باختلاف وتباين بيئاتها، ونظراً لصغر مساحته وسيادة الأرض القاحلة على نحو 90% من أراضي الأردن فإن أعداد وكميات الأحياء التي تعيش فوقها محدودة وحساسة، فقد تأثرت تأثيراً كبيراً بالنشاط الحضري والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية وكافة أشكال التنوع الحيوي مما أدى لى انقراض أو تدمير العديد من النباتات وانقراض معظم الحيوانات البرية.
لقد تم حصر النباتات البرية الوعائية في الأردن عام 1982 وسجل منها حوالي 2200 نوع، وقد تم مؤخراً تسجيل أعداد متزايدة منها، فقد يصل العدد الكلي إلى حوالي (2300-2400) نوعاً على النحو التالي:
أنواع مستوطنة 155
أنواع نادرة 200-250
أنواع مهددة بالانقراض 100-150
أنواع انقرضت 10-20
أما بالنسبة للأحياء البرية الحيوانية فقد تميزت في الماضي بتنوع كبير في الأنواع الحيوانية، ولكن العديد من هذه الحيوانات انقرض الآن أو أصبح مهدد بالانقراض.
ومن الأسباب الرئيسية لانقراض الأحياء البرية الحيوانية:
1- تدهور وزوال الغطاء النباتي في العديد من مناطق الأردن نتيجة.
2- الرعي الجائر والحراثة في الأراضي الهامشية مما أفقد هذه الحيوانات خصائص بيئاتها الطبيعية وفقدانها الملجأ والغذاء.
3- التنمية والتطوير الحضري والصيد الجائر.
يقدر عدد الحيوانات البرية الفقارية في الأردن:
الثدييات 70 نوعاً.
البرمائيات 5 أنواع.
الطيور 360 نوعاً.
أسماك المياه العذبة 18-20 نوعاً.
الزواحف 73 نوعاً.
أسماك المياه المالحة (خليج العقبة) 1000 نوعاً.
إجراءات الحماية في الأردن
أدرك الأردن خطورة التدهور الذي طرأ على التنوع الحيوي من نبات وحيوان وكائنات حية دقيقة، وانقراض أو اختفاء بعض أنواع النباتات والحيوانات والطيور فقد قام بما يلي على النطاق الدولي:
1- إعلان الإستراتيجية العالمية لحماية الطبيعة عام 1980.
2- إعداد الإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة في الأردن.
3- التوقيع والمصادقة على الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي التي تم إقرارها في مؤتمر قمة ريو حول البيئة والتنمية عام 1992.
وعلى النطاق المحلي:
1- إعداد الإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة الأردنية.
2- إعداد دراسة لحالة التنوع البيولوجي في الأردن بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
3- إنشاء العديد من المحميات الطبيعية النباتية والحيوانية.
4- إعادة تأهيل محمية الأزرق كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية.
5- إنشاء العديد من المحميات الرعوية.
6- تنفيذ وتطوير برامج التحريج وزراعة المناطق العارية.
7- إعادة تأهيل بعض المناطق الرعوية.
8- إنشاء العديد من المتنزهات القومية والحدائق العامة.
9- إعلان قانون حماية البيئة الأردني رقم 18 لسنة 1995.
10- إجراء عمليات مكافحة التصحر في مناطق البادية.
11- تشكيل العديد من الجمعيات الأهلية في مجال حماية الطبيعة ومكافحة التصحر.
12- النهوض بالتوعية في مجال حماية الطبيعة وتشكيل أندية مدرسية.
13- تنظيم الصيد في الأردن.
التوصيات
1- على الصعيد الدولي:
أ- التعاون مع وكالات وهيئات الأمم المتحدة على النطاق الدولي والإقليمي لتعزيز الاهتمام العالمي بحماية التنوع الحيوي.
ب- التعاون في تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة في مجال التنوع الحيوي.
ت- تبادل المعلومات عن حفظ التنوع الحيوي.
ث- تعزيز إنشاء شبكات وطنية ودولية وإصدار بيانات مشتركة.
ج- تسهيل والانتفاع من التقنيات الحيوية.
ح- التعاون في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض.
2- على الصعيد الوطني
أ- حصر أنواع النباتات والحيوانات البرية.
ب- إعداد الدراسات والبحوث العلمية في مجالات تحسين السلالات والتقنية الحيوية الحديثة وتدريب العناصر الفنية في هذه المجالات.
ت- زيادة عدد المحميات النباتية والحيوانية.
ث- بحث إنشاء بنك وطني للأصول الوراثية.
ج- توعية المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة والحياة البرية.
ح- التوسع في برامج التحريج.
خ- التوسع في إنشاء وتطوير المحميات الرعوية.
د- وقف عمليات قطع الغابات وحراثة أراضي المراعي.
ذ- وقف أعمال الصيد والرعي الجائر.
ر- إدماج الاستراتيجيات المتعلقة بحفظ التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية والجينية في خطط وسياسات وبرامج التنمية.
ز- إصلاح النظم الأيكولوجية المتضررة مثل محمية الأزرق المائية.
س- وقف النشاطات الحضرية التي تضر بالأنظمة الحيوية