السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي أحببت أن أضع بين أيديكم موضوعي هذا
لما أراه وألمسه بشكل يومي عن ما يحزن القلب ويدمي العين
الأبوة معنى يحمل بين طياته التربية الصالحة وحُسن المعاملة
والحنان الرصين والتحلي بأرفع الصفات لتكون المثل الأعلى والمراّة
التي تعكس الواقع الخارجي لتسقطه في الواقع الداخلي وهو الأسرة
لأنك بدون أن تشعر تؤثر من خلال طريقة تفكيرك وسلوكك ومعاملتك
في الوجدان الداخلي للأسرة بأكملها مما يفرض عليك مراعاة كل صغيرة
وكبيرة ومعالجتها بحكمة وتروي وموضوعية
ولا أبالغ عندما أقول إن الأبوة علم يجب أن يُدرس ليكون الرجل قادراً
ومؤهلاً لحمل هذه الصفة قبل أن يتزوج
فكم من أب كان وراء فشل أولاده وضياعهم وانحدارهم نحو الهاوية
إما بجهله أو ضعف شخصيته أو جبروته وتسلطه
وبالمقابل كم من أب صالح متفهم عرف سر المهنة وأتقنها من خلال
النظرة الثاقبة والقول والفعل الحكيم والتربية الصحيحة القائمة على الحوار
المفتوح دوماً واتاحة الفرص للتعبير عن الرأي الاّخر واظهار الحنان والإهتمام
إن مجتمعاتنا بشكل عام تعتبر الأبوة من البديهيات ولا تعيرها أي اهتمام
وأعتقد أنه حتى تكون أب بكل معنى الكلمة يجب أن تبدأ من نفسك
وتصلحها من مفاسدها وضعفها ومساوئها حتى تكون مصدر فخر واحترام
واعتزاز وقدوة لأولادك ولا تنسى أنك النافذة والعين التي يرى أولادك
العالم من حولهم
مساحة حرة لأقلامكم المبدعة