بسم الله الرحمن الرحيم
الثقة في النفس عامل مهم في نجاح الفرد في مناحي الحياة المختلفة. فالفرد الواثق من نفسه: فرد ناجح، إيجابي، نشط ومقبل على الحياة.
و القول إنني ليس عندي ثقة في نفسي (ممكن)، ولكن القول إنه لا يمكن أن تكون عندي تلك الثقة أو أشياء من هذا القبيل؛ هي من قبيل المثبطات، أو لنقل المهدئات التي ندعيها لتخدير عقولنا، ولنبرر لأنفسنا قعودنا عن اكتساب تلك الصفة.
فالثقة في النفس سلوك ((مكتسب))، يكتسبه الفرد من خلال تجاربه وتعاملاته مع من يحيطونه طوال فترات حياته المختلفة، فالطفل الذي ينمي فيه والديه تلك الصفة من صغره، تصرفاته غير ذلك الطفل الذي تعامل معه أبويه بنوع من الإهمال أو الاستهزاء من قدراته أو مشاعره. ومع تطور الفرد ونموه تزداد درجات اكتسابنا للثقة من مجرد الأبوين إلى مجتمع كامل يؤثر فينا ونتأثر به.
وفقدان الثقة في النفس يأتي من شعور الفرد أنه أقل من الآخرين، سواء من ناحية التصميم والعزيمة، أو الإمكانات الشخصية المتوافرة له.. والحل يبدأ من الفرد، وسأحاول أن نضع أيدينا على بعض النقاط المهمة لاكتساب تلك الصفة:
أولا : بداية أذكر بالاستعانة بالله – عز وجل – (القوي) ، لكي يعيننا على تلك الأمور، وأذكر بقوله – صلى الله عليه وسلم – ( استعن بالله ولا تعجز).
ثانيا : الشعور بالتميز رغم أنه بداية الطريق لعملية اكتساب الثقة بالنفس؛ إلا أنه ليس عاملا كافيا لإتمام تلك العملية، فبجانب ذلك الشعور بالتميز يجب أن يكن هناك ثمرة عملية تعطي دفعة نحو الشعور بالثقة، وحاذر أن يتحول ذلك الشعور بالتميز إلى غرور أو كبر.
ثالثاً : لكل منا طاقات ومواهب تحتاج إلى تفجيرها في الوقت المناسب، وفي المكان الصحيح، ولا يخلو فرد من ملكة أو موهبة أودعها الله إياها لحكمة لديه – سبحانه - ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (كل ميسر لما خلق له) ، وضرب – صلى الله عليه وسلم – أروع الأمثلة في تفجير تلك الطاقات والملكات في أوقاتها المناسبة وأماكنها الصحيحة، لذا حاول أن تجتهد في البحث عن طاقاتك ومواهبك التي تحتاج منك لمجرد شرارة صغيرة لتنفجر.
رابعًا: يجب ألا ننشغل بمشاكل الغد عن تجارب اليوم، فتضيع منا أوجه الاستفادة من تجارب اليوم، فلا تصبح عندنا الخبرة الكافية لمواجهة مشاكل الغد.
خامسًا: الحياة ما هي إلا كحصان نركبه؛ فيجري ويصول ويجول بنا، وقد يتعرض ذلك الحصان لكبوة أو قد يدركه الإرهاق والنصب. وبين نجاح وفشل تتطور خبراتنا وتنمو أفاقنا، وكم من عثرة جاءت من بعدها قفزة، فلا يوجد شيء اسمه فشل، بل هي تجربة غير ناجحة، نستفيد من أخطأنا فيها لنبني نجاحاتنا ، وليكن شعارك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (بشروا ولا تنفروا).
سادسًا: التغيير يبدأ بحجرة لا بجدار، فحاول أن تضع لنفسك أهداف صغيرة ومحددة وواضحة، ولا تضع لنفسك مستويات أعلى من قدراتك؛ فتصاب بالإحباط عندما لا تنجح في تحقيقها، ثم تبدأ في التدرج بتلك الأهداف حتى تصل لتحقيق أمالك وطموحاتك في الحياة كلها، واصبر على تحقيق تلك النجاحات، فالصبر مفتاح الفرج.
سابعًا: استعد للمواجهة مع لصوص النجاح وأعدائه، ولا تلتفت لكثرة الأصوات وعلوها، ولكن التفت للأصوات الهادئة التي يكون هدفها النصح والنقد البناء.
وفي النهاية اعلم أن الثقة في النفس عامل مهم في نجاحك بحياتك الشخصية والعملية، واعلم أن اكتسبها سهل؛ فهي من نفسك وإلى نفسك، ولكنها تحتاج إلى أمرين لا ثالث لهما وهما: العزيمة، والمتابعة.