قوة الكلمات
يقول الله عز وجل ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ). ومن هنا تتضح قيمة الكلمة وقوة تأثيرها حينما تكون طيبة فهي باسقة ثابتة مثمرة بفضل ربها وعلى هذا الأساس قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والكلمة الطيبة صدقة ) وهذا دليل آخر على أهمية انتقاء الكلمات حينما نتحدث مع أنفسنا أو مع الآخرين وكما قال الشاعر :
يموت الفتى من عثرة بلسانه ..... وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فــــــيه تودي برأســـه ..... وعــثرته بالـــــــــرجل تبرأ على مهل
إذا هي الكلمات أقوى من ضربات السيوف حينما توجه للآخرين وربما أوردت قائلها للحتوف حينما يتجاوز صاحبها بها في حق الآخرين وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني .
وهنا سأتحدث عن الكلمات التي نتحدث بها مع أنفسنا فأقول مستعينا بالله . يجب علينا أن نتخير الكلمات كما نتخير أطايب الطعام وأن نعلم أن الكلمات هي ترجمة للأفكار وأن الأفكار التي نختزنها في دواخلنا هي التي تشكل حياتنا المستقبلية فمن كان يحب النجاح والسعادة والتميز فلتكن كلماته وصفا للحياة التي يريد الحصول عليها وليكن تركيزه على ما يريد الحصول عليه وليحذر من العيش في دائرة الخوف مما يخشاه لأن ذلك سيسلبه إرادة التغيير والقدرة على التقدم للأمام. فكم من إنسان قتل مواهبه ودمر مستقبله بكلماته التي استخدمها حينما كان يتحدث مع نفسه , وما ذاك إلا لأنه قابع وسط حفرة مظلمة يتحدث عن شدة ظلامها وسوء مناخها وقلة عتادها وبؤس أهلها وجهل زوارها وتفاهة ساكنيها , ونسي أنه يتحدث عن مستقبله وهو لا يدري وإلا لو كان ذا رأي وعزيمة لنظر للسماء من وسط حفرته التي يعيش فيها ثم وصف لنا صفاء السماء وجمالها وارتقى قليلا ثم تابع الصعود حتى يستوي على الأرض واقفا ثم تنفس الهواء الطلق ونظر للحياة نظرة متفائلة وتبسم ابتسامة ملؤها السعادة والأمل , وتحدث إلى نفسه بكلمات حانية تحمل في معانيها التحدي والإصرار وقال بلسان حاله ومقاله.
الحياة جميلة والنجاح ممكنا والسعادة أسكنتها قلبي وأنا أثق بقدراتي ومواهبي وأعلم أنني رقما صعبا في هذه الحياة . فلاشك أنه متى ما داوم على ترديد مثل هذه الكلمات وعاش معانيها بقوة فسيجد أن حياته تتغير بشكل جذري.
إذا فلنتحدث مع أنفسنا بكلمات قوية وواضحة توصلنا للهدف الذي نود الوصول إليه .