لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد:
تقول الحكمة العربية: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
وأقول يجب أن تؤدي اليوم عمل اليوم والغد.
التأجيل مرض يصاب به ضعاف النفوس، وضعاف الهمم، فهو نوع من أنواع الهروب من المواجهة، التأجيل عجز عن مواجهة الأحداث وإنجاز المهام، يجب أن تسأل نفسك لماذا أؤجل عملاً؟! لماذا أؤجل موقفًا يجب أن أتخذه؟! لماذا لا أنجز الآن ما يجب من أعمال؟!
كثيرون منّا يؤجلون في حياتهم أشياء مصيرية وهامة، كم فرد منّا يؤجل حجه وعمرته إلى أجل غير مسمى وقد وجبا عليه؟ كم فرد منّا يؤجل أداء التمارين الرياضية في حياته إلى أجل غير مسمى؟ كم فرد منّا يؤجل نصيحته لأبنائه على اعتبار أنهم ما زلوا صغارًا يجب أن يسعدوا بحياتهم؟ ولا أعلم العلاقة بين النصيحة والتوجيه في الحياة وبين سعادة أبنائنا إلا أن تكون علاقة إيجابية.
حتتحل لوحدها:
كثيرون منّا يؤجلون على اعتقاد أن الظروف ستتغير، وأن الأمور ستتحول إلى الأفضل مع مرور الأيام، وقد يكون هذا شيئًا حادثًا، نعم قد تتغير الأمور إلى الأفضل، وقد يكون الوقت فيما بعد ملائمًا أكثر لأداء كثير من الأعمال، لكن هل نعتمد في حياتنا على هذه الفكرة، وهذا المبدأ.
أسأل كل شخص يؤجل عملاً في حياته، لماذا تؤجل عملك؟ لماذا لا تفعل ما يجب عليك فعله الآن؟
وقبل أن يجيبك سأجيبك أنا: إنه يؤجل طمعًا في تغير الظروف دون جهد منه، إنه يؤجل عجزًا عن المواجهة، إنه يؤجل تكاسلاً عن اتخاذ القرار، أنه يؤجل دون سبب واضح له إلا أنه لم يجد القدرة على أداء هذا العمل الآن.
ممكن متلحقش:
قد يكون التأجيل في بعض الأمور مقبولاً، لكنه في كثير من أمور حياتنا شيء مرفوض، فهو غالبًا ما يؤدي للخسائر ولا ترجى منه فائدة.
إن كنت تؤجل توبتك وعودتك إلى دين الله أملاً في أن تجد الوقت الكافي في شيخوختك لذلك، فأحذرك: قد لا تجد الوقت لذلك، فابدأ الآن وقل (عجلت إليك رب لترضى) طه 84
إن كنت تؤجل وضع خطة واضحة لحياتك أملاً في أن تستمتع بها قليلاً قبل أن تبدأ في الجد والاجتهاد، فأنصحك: الاجتهاد والجد لا يتعارضان مع الاستمتاع بالحياة، فلتضع خطتك لحياتك من الآن، ولتضع فيها مساحة الاستمتاع المناسبة، واعلم أنه بعد فترة ستجد كل المتعة في الارتقاء بحياتك، وستجد كل المتعة في الاجتهاد والجد.
إن كنت تؤجل مذاكرتك أملاً في أن تجد الوقت المناسب قبل الامتحان، فأنبهك: قد لا تجد هذا الوقت، وإن وجدته فلم لا تبدأ مبكرًا فتكون أقدر وأفضل، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). رواه مسلم الحديث (1690) الباب (30). فلا تؤجل أبدًا تحصيلاً علميًا، حتى وإن كان هناك وقت آخر يمكن أن تبدأ فيه، ابدأ طالما تستطيع ذلك.
إن كنت تؤجل إصلاح شيء ما أملاً في أن يحتمل فترة أطول من الزمن قبل أن ينهار، فأقول لك: قديمًا قالوا: الوقاية خير من العلاج، وترك الإصلاح قد يؤدي إلى مفاسد أكثر وضرر أكبر، تحتاج إلى مجهود مضاعف لإصلاحه، فلا تؤجل عملاً ولا تؤجل إصلاحًا أبدًا.