دراسة: المصريون القدماء أول من وضعوا أبجدية للكتابة في التاريخ
قالت دراسة تاريخية حديثة، إن المصريين القدماء هم أول من وضعوا أبجدية للكتابة فى التاريخ، وهم أول من أمسكوا بالقلم الذى صنعوه من نبات غاب النيل (البوص).
وقالت الدراسة التى أعدها الأثرى المصرى مصطفى وزيرى، إن المصرى القديم هو أول من صنع ورق الكتابة من نبات البردى، والمصرى القديم كان أيضا أول من اخترع حبر الكتابة من عصير نبات النيلة، فخط لنفسه أول أبجدية فى الوجود جمعت بين الفن والعلم والأدب فجعل من الكتابة فنا جميلا، وإنهم عرفوا انتقاد الحاكم والسخرية منه مثل قولهم: "عندما يصل الحاكم إلى كرسى العرش يفقد نصف عقله وعندما يفقد الكرسى يفقد النصف الآخر".
وأضاف وزيرى الذى يعمل مديرا للتوثيق الأثرى بمنطقة آثار الأقصر، فى دراسته، إن مصر هى أصل الحضارات، وأن المصرى القديم هو أول من شق الطريق، وأن الأدب المصرى القديم هو أقدم أنواع الأدب ويتميز بأصالته بحكم توغله فى القدم، فكانت له شخصيته القوية وطابعه المميز الذى كان انعكاساِ لظروف بيئته وعوامل الزمان والمكان واستجابة مباشرة للعوامل الفكرية والاجتماعية والدينية والتاريخية، وهى العوامل التى حددت مفاهيمه وألهمته أفكار موضوعاته وحددت أساليبه"، فكان نتاجه الأدبى الخلاق الذى اهتدى به الأدب فى العالم القديم، وترك بصماته على الكثير من عناصر الأدب العالمى الحديث.
وتابع بالقول، إن المصريين القدماء تركوا الكثير من النصوص فى مجالات الشعر والنثر والقصص غزلا ومدحا وقدحا، وخاضوا بفنون أدبهم جميع الجوانب الإنسانية وتركوا تراثا فكريا خالدا انعكس بوضوح على أقوال حكمائهم، وتردد فى أمثالهم الشعبية التى دونوها على الحجارة والقطع الصغيرة من لوحات الأوستراكا وعلى أوراق البردى.
وقال مصطفى وزيرى فى دراسته، إن من أشهر وأوائل الحكماء فى الدولة القديمة، والذين يعدهم مؤرخو الأدب الفرعونى أنهم من أعظم من أنجبتهم مصر من أدباء الحكمة "ايسحتب" و"ركاجمتى" و" بتاح حتب"، يليهم فى الشهرة حكماء الثورة وعصر التحرير، ومنهم الحكيم "اييوور" والحكيم "سنياحتب" وفى الدولة الوسطى: "خيتى" و"أمنحوتب".
ومن أمثلة بعض هذه الحكم والأمثال نذكر منها: "لا تقف بجانب القوى ضد الضعيف بل قف بجانب الضعيف ضد القوى"، و"الصمت يفتح طريق التفكير، وكثرة الكلام تغلقه"، و"إذا غضب القزم رأى خياله عملاقا وإذا غضب العملاق رأى خياله قزما فامتص غضبك الذى يقودك إلى الهلاك"، و"العقول معادن تصدأ وتتآكل إن لم نعمل على صقلها بالعلم والعمل الدائم، وهناك عقول كمعدن الذهب لا تصدأ ولا تبلى"، و"العلم سلاح يحمله الإنسان ليحمى به نفسه والجهل ينزع سلاح الإنسان فلا يجد ما يحمى به نفسه" و"لا تلق حجرا فى البئر فقد تحتاج يوما ما أن تشرب منه"، و"ليست القوة فى ألا تسقط بل القوة فى أن تنهض كلما سقطت".